أحمد الصافي (يطلق ثلاثية الصحة في السودان)


 انطلاقة مشروع توثيق التراث الطبي السوداني
فبراير 2009
  • عبد الحميد إبراهيم وبروفيسور أحمد محمد الحسن يدعوان لدعم مشروع توثيق التراث الطب السوداني. الندوة تطالب بالتفكير في الوسائل السريعة اللازمة للحصول على التمويل اللازم من الدولة لهذا المشروع الوطني الكبير.
  • المتحدثون ينادون بشراكة ذكية بين المؤسسة السودانية للتراث الطبي وغيرها لتوثيق التراث العلمي ليس فقط في الطب بل في القطاعات المختلفة خصوصاً الزراعية والبيطرية والتعليم.
طرحت المؤسسة السودانية للتراث الطبي على لسان مؤسسها ومديرها التنفيذي بروفيسور أحمد الصافي أستاذ التخدير بكلية الخرطوم للعلوم الطبية، (مشروع توثيق التراث الطبي السوداني) في ندوة محضورة في قاعة الدكتور محمد عبد الحي بمركز (طيبة برس) يوم الخميس 26 فبراير 2009. والمؤسسة السودانية للتراث الطبي مؤسسة وطنية خيرية مقرها الخرطوم وتعنى بدراسة النظم الطبية والتراث الطبي السوداني بغرض توثيقه والحفاظ عليه ونشره والتوعية به.
امتلأت القاعة على سعتها بكبار العلماء والأطباء والصيادلة والبياطرة والباحثين من مختلف ضروب العلوم البيولوجية والإنسانية وبالصحفيين والإعلاميين والدبلوماسيين وبعدد من عمداء كليات الطب والصيدلة وممثلي منظمات الأمم المتحدة المعنية والإذاعات السودانية المختلفة، وزملاء وتلاميذ المحتفى بكتابيهما.
طرح بروفيسور أحمد الصافي المشروع وتحدث عن خطة تنفيذه، وأشار إلى أنه مشروع كبير ومفتوح ومستمر ومكلف بحكم طبيعته وأغراضه؛ مفتوح بمعنى أنه يسعى لجميع الأطباء يحثهم على التوثيق لحياتهم وأعمالهم وحياة وأعمال غيرهم ويدعوهم لدراسة وتوثيق تاريخ الطب في السودان؛ ومستمر بمعنى أن العمل فيه بدأ منذ وقت طويل ومازال واسعاً وكبيراً وممتداً؛ ومكلف دون شك ولا يمكن أن يقوم به فرد واحد أو مؤسسة واحدة إلا إذا توفر له الدعم الكافي من القطاعين الخاص والعام ومن المنظمات الدولية. تحدث أيضاً عن دوره في توثيق الطب الشعبي السوداني وما نشر في هذا المجال. كما أكد أنه سيواصل في تنفيذ هذا المشروع وسيتحدث عنه ويقدمه لكل من يتوسم فيه الخير ويطرحه كلما أتيحت له فرصة مناسبة مثل هذه وأكد أن ما يقوم به لا فضل له فيه غير المبادرة والمثابرة والتحفيز. ومثل كل مشروع رائد يرجو أن تكون هذه البداية مقنعة لكل من يرى أنه شريك في هذا المشروع بأن يمد يد العون بالطريقة التي يراها حتى يتمكن السودان من إنجاز هذا المشروع الحيوي الكبير بوتيرة أسرع.
يتكون المشروع من ثلاثة أجزاء هي:
  1. تاريخ الطب وسيرة الرواد في السودان، وهي سلسلة من الكتب التي توثق لحياة وأعمال العلماء الذين ساهموا مساهمة فعالة ورائدة في إرساء لبنات الخدمات الطبية السودانية في مختلف مجالاتها كما ترصد معالم تطور الخدمات والتخصصات الطبية خلال القرن العشرين. نشر بروفيسور أحمد الصافي ضمن هذه السلسلة أربعة كتب توثيقية هي:
  • Traditional Sudanese Medicine (2007)
  • Abdel Hamid Ibrahim Suleiman, his life and work (2008)
  • Ahmed Mohamed El-Hassan, his life and work (2008)
  • الزار والطمبرة في السودان ويحوي تحقيق مقالين رائدين للتجاني الماحي (2008).
  1. موسوعة الأطباء السودانيين (Who's Who in Sudanese Medicine) وتشمل سير موجزة للأطباء السودانيين والأجانب الذين اشتغلوا في مختلف مجالات ومرافق الخدمات الطبية خلال القرن العشرين.
  2. ببليوقرافيا الدراسات الطبية السودانية في القرن العشرين (A Bibliography of Biomedical Literature in Sudan) التي تجمع وتصنف المادة الطبية (المنشورة وغير المنشورة) التي انتجها السودانيون والأجانب خلال القرن العشرين.
أيضاً، لم يغفل بروفيسور أحمد الصافي التنويه بالمواعين التي تحفظ الثقافة الطبية والتراث الصحي السوداني عبر القرون وتتيحها للناس، وأهم هذه المواعين المتاحف الصحية. فقد نوه بأهمية إنشاء (متحف السودان القومي للطب والصحة) الذي وصفه في مقدمات الكتب التي نشرت في تدشين هذا المشروع.
كان أول المتحدثين في الندوة هو دكتور صيدلي مصطفى عوض الكريم، نقيب الصيادلة الأسبق مستعرضاً كتاب (عبد الحميد إبراهيم، حياته وأعماله)، تلاه بروفيسور زين العابدين عبد الرحيم كرار، مستشار طب الأطفال ورئيس المجلس الطبي السوداني مستعرضاً كتاب (أحمد محمد الحسن، حياته وأعماله).
فتح بعد ذلك باب النقاش والتعقيب على المشروع من القاعة فكان ثراً ومفيداً وتعدى الزمن المتاح للندوة بساعة كاملة. عقب بروفيسور قاسم عثمان نور على (ببليوقرافيا الدراسات الطبية السودانية في القرن العشرين) وسرد بدراية كاملة ما تم في مجال الببليوقرافيات العامة والخاصة، أعقبه دكتور صيدلي حافظ صديق الشيخ معقباَ ومركزاَ على إسهامات بروفيسور عبد الحميد إبراهيم. أما دكتور كرار أحمد بشير عبادي مدير جامعة أم درمان الأهلية بعد أن أثنى على المشروع وأمن على فكرته، أشار إلى أن مثل هذه المشاريع ينبغي أن تكون جهد دولة ويجب أن تدعمها الدولة ومؤسساتها وجامعاتها المختلفة ونبه إلى أهمية كتابة تاريخ كل العلوم وأن تهتم كل المؤسسات كل في مجالها بذلك.
تحدث أيضاً بروفيسور محمد عثمان عبد المالك الذي أشار إلى أن العالمين الذان يكرمان في هذه الندوة يشتركان في ميزة واحدة وهي التفاني المدهش. تحدث أيضاً دكتور جعفر كرار، شيخ البياطرة السودانيين مؤمنا على ما تناوله الآخرون وداعياً لتوثيق كل العلوم. أما الأديب الشاعر الدكتور عبد المجيد حاج الأمين، مدير برنامج العلوم الإنسانية بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا الذي شارك ممثلاً للجامعة وحاملاً تهنئة ومباركة مديرها بروفيسور مأمون محمد على حميدة بانطلاقة هذا المشروع. تحدثت أيضاً دكتورة سمية الفاضل، اختصاصية الصحة العامة (مكتب منظمة الصحة العالمية بالخرطوم) وأشادت بالمشروع وأهمية التوثيق وربط الناس وربط المؤسسات، تحدث أيضاً دكتور مأمون محمد حسين وآخرون.
قبل أن ترفع الندوة جلساتها، اقترح بروفيسور زين العابدين كرار أن يقبل الحضور الانضمام لعضوية المؤسسة وقد قوبل الاقتراح بالرضا. أيضاً أبدى عدد من المشاركين في الندوة رغبتهم في أن يروا أعمال المؤسسة التي نشرت بالإنجليزية مترجمة للغة العربية. في هذا السياق، أبدى بروفيسور محمد عثمان عبد المالك أستاذ علم الأمراض وبروفيسور فدوى عبد الرحمن على طه، نائب عميد كلية الدراسات العليا، جامعة الخرطوم، وبروفيسور محمد المهدي بشرى أستاذ الفولكلور استعدادهم للمشاركة في الترجمة وفي أي نشاطات أخرى. اقترح بروفيسور محمد المهدي بشرى بدء دورات تدريبية للباحثين في تقنيات وأساليب التوثيق وتبرع بالمشاركة في التدريب، كما أبدت بروفيسور فدوى زيادة على دعمها للمشروع رغبتها في أن توجه طلاب الدراسات العليا للاهتمام بهذا المجال.
ختمت الندوة بكلمتين قصيرتين من كل من بروفيسور عبد الحميد إبراهيم وبروفيسور أحمد محمد الحسن. شكر بروفيسور عبد الحميد إبراهيم في كلمته بروفيسور أحمد الصافي على اختياره له ضمن أول كوكبة من العلماء ليوثق لحياتهم وأعمالهم، وأبدى فخره بذلك. كما ثمن دور المؤسسة في صياغة وطباعة وتوزيع إصداراتها القيمة، كما وأمن على القناعات التي جاءت في كتابه المنشور. في ختام كلمته ضم صوته للمنادين بدعم مشروع توثيق التراث الطبي السوداني وطالب بالتفكير في الوسائل السريعة اللازمة للحصول على التمويل اللازم من الدولة لهذا المشروع الوطني الكبير. كذلك، طالب بأن تجد (المؤسسة السودانية للتراث الطبي) نفسها تمويلاً رسمياً من الدولة باعتبارها مؤسسة وطنية غير حكومية وغير ربحية تعنى بدراسة النظم الصحية والتراث الطبي السوداني، وطالب الجهات ذات الصلة خصوصاً الوزارات المختصة بشئون الصحة والبحث العلمي وبحفظ التراث القومي بأن تضطلع بمسئوليتها تجاه مثل هذ النشاط. أما بروفيسور أحمد محمد الحسن فقد شكر في كلمته القائمين بأمر هذه التظاهرة العلمية وجميع المشاركين في الندوة، وأكد أنه مدين بما أنجز لكل من عمل معه، لكنه كلما يسمع مثل هذا الإطراء يتذكر أن هناك الكثير الذي لم يعمله والأكثر الذي يجهله.
أخيراً وبكثير من العرفان، شكرت المؤسسة السودانية للتراث الطبي الحضور الكبير والمتميز على مشاركتهم في هذه الندوة وإنجاحها، و(سراء للخدمات الإعلامية) لتنظيمها هذه الندوة بكفاءة واقتدار ولتصميمها وطباعتاها لكل الأدبيات التي وزعت فيها، وللأستاذ فيصل محمد صالح مدير مركز (طيبة برس) لتبرعهم بوقت الندوة في قاعة الدكتور محمد عبد الحي بالمركز دعماً لهذا المشروع.

Comments

Popular posts from this blog

آل الحكيم

طه أحمد بعشر(مؤسس خدمات الطب النفسي في السودان)

باتريك دارسي (مؤسس أول كلية صيدلة في السودان)