Posts

النظم الطبية، من يعالج من وكيف وأين

المعرفة هي ما نعتقد أنه صحيح ولدينا ما يبرر ذلك، وفلسفتها أو طبيعتها هي "مبحث نقدي في مبادئها وأصولها المنطقية. بالتالي، تحاول طبيعة المعرفة أن تجيب على أسئلة مثل: كيف نبني معارفنا وكيف نتحصل عليها، وكيف نعرف ما نعرف لتساعدنا هذه المعرفة في أن نتخذ موقفاً من موضوع ما، أو نقوم بعمل ما. بالتالي، لنتخذ ذلك الموقف ونقوم بذلك العمل نحتاج إلى أن نتعرف على ذلك الموضوع ولنقوم بذلك نحتاج لأن نبني تلك المعرفة. لكن، أول ما يجب أن نعرفه عن معرفتنا الطبية هو أنها ما زالت قاصرة لكن خبرتنا وتجربتنا بالعناية بصحتنا وتطبيب أنفسنا فقديمة قدم الإنسان. ما هي المبادئ المعرفية لنظم الطب البديلة ( Non-conventional medicine NCMs ) وما هي المعرفة الشعبية وكيف يفسر الإنسان العادي ظواهر الكون وكيف يبني معارفه التي بواسطتها يشخص المرض ويصف العلاج. وكيف يحيل الإنسان نفسه وغيره لغيره بما في ذلك الإحالة للقوى العليا وقوى الغيب. كما نناقش موقفنا من التراث عموماً ومن التراث الطبي على وجه الخصوص. نناقش أيضاً الطب المبني على البراهين ما هو وما هي قواعده، وهل تخضع كل حقول الطب للبراهين والأدلة أم أن بعضها فقط

الممرضتان، ميبل وجيرترود ولف

أسست الأختان ميبل وجيرترود ولف ( Mable and Gertrude Wolff ) مهنة القبالة الحديثة في السودان، وأقامتا في الفترة من 1920 إلى فجر الاستقلال 18 مدرسة للدايات ثلاثة منها في ملكال وواو وجوبا، تدربت فيها 547 داية قانونية حلت ببطء محل الدايات البلديات اللائي عرفن (بدايات الحبل). أربعة أخماس ذلك العدد من الدايات انتشرن في أقاليم السودان المختلفة، وستة وعشرون منهن عملن في جنوب القطر. لم يكن برنامج تدريب الدايات ذو نفع للمستعمر أو مشروعاً استعمارياً مثل ما كانت مشاريع الجزيرة والزيداب أو خزان سنار. ولم يكن مثل كلية غردون التي دمغت بأنها تفرخ كتبة لدواوين الحكومة، ولم تكن مثل مستشفى الخرطوم الملكي وغيره من المستشفيات الملكية في المدن الكبرى التي قد تخدم جنود الجيوش الغازية وتوفر المناخ الصحي لموظفي الدولة المستعمرة. قامت مؤسسة الدايات لرعاية المرأة السودانية، والسودانية وحدها، فلم تكن للأجانب نساء بالكثرة التي تحتاج لهذا الجيش من القابلات. أفنت هاتان السيدتان زهرة شبابهن في السودان. تعلمت جيرترود العربية في مصر وميبل في السودان. تعلمن عامية أهل السودان وتعمقتا في فهم أحوال المجتمع الذي جا

من هو الطبيب القدوة؟

الطبيب القدوة هو الطبيب الجيد. والطبيب الجيد عضو فعال في المجتمع وفي الحياة العامة. ومشاركاته جيدة واهتماماته مفيدة خارج نطاق تخصصه ومهنته. فهو يقوم بعمله على أحسن وجه ويقتطع من وقته لممارسة نشاطات مفيدة لغيره من الناس وللمجتمع بأكمله. فالنشاطات التي يقوم بها في رئاسة نادي ثقافي أو إدارة منظمة طوعية أو يدعم بماله وجهده مشاريع خيرية، أو يقتطع من وقته فسحة يقرض فيها الشعر أو يكتب القصة، أو كان عازفاً على آلة من الآلات الموسيقية يروح بها عن نفسه أو يشارك بالعزف عليها في فرقة موسيقية، أو كان مؤلفاً موسيقياً، أو رساماً أو خطاطاً، تعزز كل هذه النشاطات من صورته كطبيب جيد أجادت عملها وفاض عطاؤها خارجها لتشمل الناس والمجتمع. العقول الجادة جادة في كل شيء وفي ممارسة هواياتها واهتماماتها أيضاً. والأطباء الجادون يملئون أوقات فراغهم بأشغال يروحون بها عن أنفسهم لكنها أشغال مفيدة لهم وللمجتمع. وارتفع بعض الأطباء بهواياتهم واهتماماتهم لمستويات عالية من الإتقان بل تخصص بعضهم فيها أحياناً. ساهم الأطباء السودانيون في الماضي البعيد والقريب وفي الحاضر في كل نشاطات المجتمع الثقافية والسياسية زيادة على

الجامعة ثقافة

Image
من أقوال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين: "إن الجامعة بيئة لا يتكون فيها العالم وحده، وإنما يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذي لا يكفيه أن يكون مثقفاً بل يعنيه أن يكون مصدراً للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضراً بل يعنيه أن يكون منمياً للحضارة. فإذا قصرت الجامعة في تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين فليست خليقة أن تكون جامعة، وإنما هي مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة وما أكثرها، وليست خليقة أن تكون مشرق النور للوطن الذي تقوم فيه والإنسانية التي تعمل لها". لا يسعني إلا أن أقول أني اتفق تماماً مع (العميد)، فلن أ تحدث أو أسأل عما هو مطلوب بالضرورة وواجب على كل جامعة، وهو أن تناضل وتكفل لنفسها الاستقلال الصحيح الكافي (مع) وجوب الاحترام الفعلي لهذا الاستقلال. ولا أناقش ضرورة أن تخرج الجامعة مهنيين ذوي مقدرات علمية متميزة ومهارات فنية عالية، هذا ما لا جدال عليه. كل هذه النقاط مما لا أناقشه هنا بل اناقش أهمية أن يكون المهني (الخريج) واعياً ومدركاً لخفايا المجتمعات التي يعيش فيها أو يعمل معها. وليكون كل   المهنيين بهذا المستوى يعني أنهم يحتاجون إلى استيعاب قدر كبير من المعارف

كيف تساعد في الطوارئ؟

Image
تطرح جامعة ابن سينا مشروع (مساعد الطوارئ) لتأخذ به علاقة الجامعة بالطلاب والمجتمع مأخذ الجد وبطريقة فريدة ورائدة تحت شعار (خيركم خيركم لأهليه)، في مشروع وطني يهدف "للاستعداد عند الطوارئ" والغرض منه خلق المواطن الصالح . نرفع به كفاءة المواطنين عندما يكونون في الخط الأمامي في مواجهة المرض أو الإصابة أو أثناء الكوارث. هذا المشروع هو الأول من نوعه في البلاد، والأول من حيث رؤيته وحجمه وطريقة تنفيذه. المشروع موجه لكل مواطن شاءت الأقدار أن يكون في موقع الحدث حين وقوعه ويعرف هذا الشخص علمياً ب ( first responder ) أو ( bystander ) وأسميناه (مساعد الطوارئ). في أغلب الأحوال، إن لم نقل في كل الأحوال، كل الناس الواقفين (على الرصيف) في مكان الحدث لا يملكون الخبرة الكافية ولا المعلومات الاساسية التي تساعدهم للتعامل مع الإصابات والطوارئ الطبية المختلفة. بالتالي، تدريب كل المواطنين على مهارات الإنعاش والإنقاذ الأساسية البسيطة يمكن أن يقلل الخسائر ويسعف المصابين ويثبت حالاتهم قبل وصول الإسعاف ونقلهم إلى المستشفى. ينطلق هذا البرنامج القومي من جامعة ابن سينا والتي ستكون المركز الرئيسي لا

باتريك دارسي (مؤسس أول كلية صيدلة في السودان)

Image
In 1954, MOH requested WHO to send a consultant to advise on pharmacy education. WHO assigned Prof. Mohamed Mohamed Motawea, Prof. of Pharmacology and Dean Faculty of Pharmacy,  Cairo University  to assess the curriculum, facilities, students and graduates of the  School  of  Dispensers . Prof. Motawea, in his mission report, made the following recommendations: 1-       The  School  of  Dispensers  should be closed immediately as it does not serve any useful purpose. 2-       A faculty of pharmacy should immediately be established in UCK. 3-       In the meantime and until the faculty of pharmacy is established, selected students can be sent to study pharmacy abroad. The three recommendations were accepted and followed up by the MOH. In 1961, the government contacted USA Operation Mission to  Sudan , which offered to train three batches of selected secondary school graduates at the Faculty of Pharmacy of the  American   University  of Beirut (AUB) in 1961, 1962 and 1963. Prof. Ibrahim

المجاعات

Image
سوء التغذية لا ينتج عن نقص الغذاء فحسب بل عن العديد من العوامل التي يفرزها الجهل والفقر، الجهل بأبجديات حاجة الجسم من الغذاء، الجهل بالمحرمات الغذائية التي تمنع الإنسان من الاستفادة من المفيد من المأكولات خصوصاً تلك التي تصاحب الحمل والولادة والفطام في بعض المجتمعات في السودان، البيئة المتسخة التي تساعد في الإصابة بالطفيليات المعدية التي تشارك الإنسان غذاءه، الحمل المتكرر في فترات متقاربة وإنجاب عدد من الأفواه في حاجة إلى الإطعام، إلتهابات وأمراض الأطفال المتكررة لا سيما تلك التي تفاقم من حالات سوء التغذية، أو نتيجة الجهل أو تبني مفاهيم شعبية خاطئة أخرى. نحتاج لاستراتيجية قومية نساهم فيها جميعاً تعمل على إحداث تغيير اجتماعي اقتصادي يقضى على الجهل أولاً وتحدث تغييراً يؤمن ويتيح الغذاء الضروري لكل فرد في كل مكان. وأمراض سوء التغذية هي في أساسها أمراض التخلف والفقر والجهل والتقدم والنمو الاقتصادي يحدثان بالضرورة تحسناً في غذاء الناس. سوء التغذية غير انعدام الغذاء، سوء التغذية مشكلة صحية طبية تحتاج لتقنين احتياجات الجسم المتوازنة من الطعام والشراب وتحدد الحد الأدنى والأمثل واللازم ل