Posts

من هو الطبيب القدوة؟

الطبيب القدوة هو الطبيب الجيد. والطبيب الجيد عضو فعال في المجتمع وفي الحياة العامة. ومشاركاته جيدة واهتماماته مفيدة خارج نطاق تخصصه ومهنته. فهو يقوم بعمله على أحسن وجه ويقتطع من وقته لممارسة نشاطات مفيدة لغيره من الناس وللمجتمع بأكمله. فالنشاطات التي يقوم بها في رئاسة نادي ثقافي أو إدارة منظمة طوعية أو يدعم بماله وجهده مشاريع خيرية، أو يقتطع من وقته فسحة يقرض فيها الشعر أو يكتب القصة، أو كان عازفاً على آلة من الآلات الموسيقية يروح بها عن نفسه أو يشارك بالعزف عليها في فرقة موسيقية، أو كان مؤلفاً موسيقياً، أو رساماً أو خطاطاً، تعزز كل هذه النشاطات من صورته كطبيب جيد أجادت عملها وفاض عطاؤها خارجها لتشمل الناس والمجتمع. العقول الجادة جادة في كل شيء وفي ممارسة هواياتها واهتماماتها أيضاً. والأطباء الجادون يملئون أوقات فراغهم بأشغال يروحون بها عن أنفسهم لكنها أشغال مفيدة لهم وللمجتمع. وارتفع بعض الأطباء بهواياتهم واهتماماتهم لمستويات عالية من الإتقان بل تخصص بعضهم فيها أحياناً. ساهم الأطباء السودانيون في الماضي البعيد والقريب وفي الحاضر في كل نشاطات المجتمع الثقافية والسياسية زيادة على

الجامعة ثقافة

Image
من أقوال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين: "إن الجامعة بيئة لا يتكون فيها العالم وحده، وإنما يتكون فيها الرجل المثقف المتحضر الذي لا يكفيه أن يكون مثقفاً بل يعنيه أن يكون مصدراً للثقافة، ولا يكفيه أن يكون متحضراً بل يعنيه أن يكون منمياً للحضارة. فإذا قصرت الجامعة في تحقيق خصلة من هاتين الخصلتين فليست خليقة أن تكون جامعة، وإنما هي مدرسة متواضعة من المدارس المتواضعة وما أكثرها، وليست خليقة أن تكون مشرق النور للوطن الذي تقوم فيه والإنسانية التي تعمل لها". لا يسعني إلا أن أقول أني اتفق تماماً مع (العميد)، فلن أ تحدث أو أسأل عما هو مطلوب بالضرورة وواجب على كل جامعة، وهو أن تناضل وتكفل لنفسها الاستقلال الصحيح الكافي (مع) وجوب الاحترام الفعلي لهذا الاستقلال. ولا أناقش ضرورة أن تخرج الجامعة مهنيين ذوي مقدرات علمية متميزة ومهارات فنية عالية، هذا ما لا جدال عليه. كل هذه النقاط مما لا أناقشه هنا بل اناقش أهمية أن يكون المهني (الخريج) واعياً ومدركاً لخفايا المجتمعات التي يعيش فيها أو يعمل معها. وليكون كل   المهنيين بهذا المستوى يعني أنهم يحتاجون إلى استيعاب قدر كبير من المعارف

كيف تساعد في الطوارئ؟

Image
تطرح جامعة ابن سينا مشروع (مساعد الطوارئ) لتأخذ به علاقة الجامعة بالطلاب والمجتمع مأخذ الجد وبطريقة فريدة ورائدة تحت شعار (خيركم خيركم لأهليه)، في مشروع وطني يهدف "للاستعداد عند الطوارئ" والغرض منه خلق المواطن الصالح . نرفع به كفاءة المواطنين عندما يكونون في الخط الأمامي في مواجهة المرض أو الإصابة أو أثناء الكوارث. هذا المشروع هو الأول من نوعه في البلاد، والأول من حيث رؤيته وحجمه وطريقة تنفيذه. المشروع موجه لكل مواطن شاءت الأقدار أن يكون في موقع الحدث حين وقوعه ويعرف هذا الشخص علمياً ب ( first responder ) أو ( bystander ) وأسميناه (مساعد الطوارئ). في أغلب الأحوال، إن لم نقل في كل الأحوال، كل الناس الواقفين (على الرصيف) في مكان الحدث لا يملكون الخبرة الكافية ولا المعلومات الاساسية التي تساعدهم للتعامل مع الإصابات والطوارئ الطبية المختلفة. بالتالي، تدريب كل المواطنين على مهارات الإنعاش والإنقاذ الأساسية البسيطة يمكن أن يقلل الخسائر ويسعف المصابين ويثبت حالاتهم قبل وصول الإسعاف ونقلهم إلى المستشفى. ينطلق هذا البرنامج القومي من جامعة ابن سينا والتي ستكون المركز الرئيسي لا

باتريك دارسي (مؤسس أول كلية صيدلة في السودان)

Image
In 1954, MOH requested WHO to send a consultant to advise on pharmacy education. WHO assigned Prof. Mohamed Mohamed Motawea, Prof. of Pharmacology and Dean Faculty of Pharmacy,  Cairo University  to assess the curriculum, facilities, students and graduates of the  School  of  Dispensers . Prof. Motawea, in his mission report, made the following recommendations: 1-       The  School  of  Dispensers  should be closed immediately as it does not serve any useful purpose. 2-       A faculty of pharmacy should immediately be established in UCK. 3-       In the meantime and until the faculty of pharmacy is established, selected students can be sent to study pharmacy abroad. The three recommendations were accepted and followed up by the MOH. In 1961, the government contacted USA Operation Mission to  Sudan , which offered to train three batches of selected secondary school graduates at the Faculty of Pharmacy of the  American   University  of Beirut (AUB) in 1961, 1962 and 1963. Prof. Ibrahim

المجاعات

Image
سوء التغذية لا ينتج عن نقص الغذاء فحسب بل عن العديد من العوامل التي يفرزها الجهل والفقر، الجهل بأبجديات حاجة الجسم من الغذاء، الجهل بالمحرمات الغذائية التي تمنع الإنسان من الاستفادة من المفيد من المأكولات خصوصاً تلك التي تصاحب الحمل والولادة والفطام في بعض المجتمعات في السودان، البيئة المتسخة التي تساعد في الإصابة بالطفيليات المعدية التي تشارك الإنسان غذاءه، الحمل المتكرر في فترات متقاربة وإنجاب عدد من الأفواه في حاجة إلى الإطعام، إلتهابات وأمراض الأطفال المتكررة لا سيما تلك التي تفاقم من حالات سوء التغذية، أو نتيجة الجهل أو تبني مفاهيم شعبية خاطئة أخرى. نحتاج لاستراتيجية قومية نساهم فيها جميعاً تعمل على إحداث تغيير اجتماعي اقتصادي يقضى على الجهل أولاً وتحدث تغييراً يؤمن ويتيح الغذاء الضروري لكل فرد في كل مكان. وأمراض سوء التغذية هي في أساسها أمراض التخلف والفقر والجهل والتقدم والنمو الاقتصادي يحدثان بالضرورة تحسناً في غذاء الناس. سوء التغذية غير انعدام الغذاء، سوء التغذية مشكلة صحية طبية تحتاج لتقنين احتياجات الجسم المتوازنة من الطعام والشراب وتحدد الحد الأدنى والأمثل واللازم ل

زول الصعيد شن جابو

Image
زول الصعيد شن جابو الأرضة ماكلة جرابو كرشه الكبيرة وشينة عينه التقول جبينة شخلوب اللبن يرويهو عرق التبر يرميهو المرض لا يحارب بالدواء وحده ولا تحاربه الدولة وحدها، لكل واحد منا دور فكيف نقوم بذلك الدور؟ تصف الأبيات الشعرية الدارجة أعلاه مريض (الاستسقاء) وهي مرحلة من مراحل أمراض مثل الكالا أزار والبلهارسيا، وهي صورة قلمية دقيقة ورائعة تصلح لتدريس طلاب الطب، فيها صورت الخبرة الشعبية كبر البطن وانتفاخها، ضعف الدم ( anaemia ) وأعراضه، الخمول والهزال والضعف الشديد، وفقدان الشهية. علاج هذه الأمراض ممكن والسيطرة عليها ممكنة. فالسيطرة على البلهارسيا ممكنة إذا سيطرنا على الطفيل الذي يسبب المرض، ويمكن القضاء عليه لأنه يسكن المياه العذبة، وقد تمكن مشروع النيل الأزرق الصحي (1988-1998) من تقليل نسبة الإصابة من حوالي 60% إلى 6%. لكن البلهارسيا لا تزال تنتشر وتواصل الانتشار لأننا ما زلنا أميين بأبجديات انتقال العدوى بهذا المرض، ولا نعرف شياً عن دورته بين الماء والقوقع والانسان، وأهم من كل ذلك لا نعلم أننا أهم عنصر في انتشاره وبالتالي في التخلص منه، فنحن لا نفتأ نتبول في الترع ونشرب من م

في حفظ فضل أثنين من علماء المكتبات

Image
ما جمعني بالراحل البروفيسور عبد الرحمن النصري حمزة (1928-2010)، قليل لكنه مهم، وهو مكتبة التجاني الماحي. وما جمعني ببروفيسور قاسم عثمان نور أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، فكثير وعميق وممتد ومتصل وهو اهتمامه المتخصص في عالم الكتب والمكتبات وحبي الهاوي لتوثيق المعارف الطبية. تتلمذت على البروفيسور التجاني الماحي (1911- 1970) رائد الطب النفسي في السودان وإفريقيا وصحبته صحبة لصيقة في السنوات الأربعة الأخيرة قبل وفاته. كان التجاني قارئاً نهماً ومحباً لكل مصادر المعرفة ولذلك امتلك مكتبة شخصية حوت نفائس الكتب والمصنفات والخرط والمخطوطات العربية والإسلامية والسودانية، زيادة على عدد من العاديات والطوابع والخطابات واللوحات النادرة وغيرها من المواد المتفرقة. أهدت أسرة التجاني الماحي تلك المكتبة بعد وفاته إلى جامعة الخرطوم في 1972. تسلم بروفيسور عبد الرحمن النصري حمزة أمين مكتبة جامعة الخرطوم آنئذ بمساعدة طاقم مساعديه من موظفي المكتبة وعلى رأسهم قاسم عثمان نور (دكتور وبروفيسور لاحقاً). وأفرد لهذه المقتنيات قسماً في المكتبة سمي (مكتبة التجاني الماحي) بجوار (مكتبة الشنقيطي) في الطاب