خالدة زاهر سرور الساداتي (أول طبيبة سودانية)


Khalda Zahir
التحقت خالدة زاهر سرور الساداتي (1926-2015) بمدرسة كتشنر الطبية في العام 1946 وتخرجت فيها في العام 1952 كأول طبية سودانية أباً وأماً تنال شرف تلك الريادة. تخرجت معها في ذلك العام طبية سودانية أخرى من أب أرمني وأم أثيوبية هي زروي فهان سركسيان، وثمانية أطباء هم: إمام محمد المهدي، فؤاد عبده تادرس، صلاح الدين عبد الرحمن، ميرغني يوسف علي، إبراهيم صالح المغربي، الشيخ عبد الرحمن، فائز أمين السني، وأبو بكر حسن أمين. عملت خالدة زاهر في عنبر الأطفال في مستشفى أم درمان ولشهور قليلة في مستشفى رومبيك والخرطوم بحري، وتجولت كثيراً في أنحاء البلاد ضمن نشاطات الصحة المدرسية في وزارة الصحة بالتضامن مع برنامج الغذاء العالمي.
نالت خالدة زاهر دبلوم الصحة العامة من إنجلترا ودبلوم طب الأطفال من تشيكوسلوفاكيا، وعملت مساعد الوكيل للصحة المدرسية بمجمع صحة الأطفال بامدرمان ثم مديرة لصحة الأمومة والطفولة. تقاعدت من الخدمة الحكومية في 1986 لكن نشاطها الاجتماعي والسياسي كان مستمراً وإن تأثر كماً لظروفها الصحية.
زيادة على ريادتها لميدان الطب كانت خالدة زاهر أيضاً رائدة من رائدات الحركة النسائية السودانية والأفريقية وأول امرأة سودانية تلتحق بالعمل السياسي الحزبي. فقد انخرطت في العمل العام الاجتماعي والسياسي في سن العشرين ولما تزل في السنة الأولى من المدرسة الطبية وقادت ضمن قيادة اتحاد الطلاب مظاهرة نادي الخريجين عام ١٩٤٦م التي نددت بالهيئة التشريعية. اعتقلت في تلك المظاهرات وكانت بذلك أول فتاة سودانية تعتقل لأسباب سياسية.
في تلك السن المبكرة أسست مع فاطمة طالب إسماعيل أول تنظيم نسائي في السودان باسم (رابطة الفتيات الثقافية) بأم درمان في العام 1946، وفي سن السادسة والعشرين كانت من النساء العشرة اللائي أسسن الاتحاد النسائي السوداني في العام 1952 وكانت أول سكرتيرة له ثم رئيساً له في العام 1958.
كانت خالدة زاهر أول امرأة تنضم لعضوية حزب سياسي سوداني في العام 1949 وتشارك في نشاطاته العلنية والسرية وتتعرض بذلك للملاحقة والتشريد. كانت عضواً مؤسساً لجبهة الهيئات التي تكونت إبان ثورة أكتوبر١٩٦٤م.
في مجال الطب، عملت خالدة زاهر بدأب لأكثر من ستين عاماً في مجالات صحة الطفل والمرأة وفي محاربة العادات الاجتماعية الضارة، وكانت من رائدات حركة تنوير المرأة السودانية والعاملات من أجل تحريرها من براثن الجهل وسعت مع بنات جيلها لأن تنال المرأة حقوقها كافة خصوصاً السياسية والاجتماعية، وأن تنال حقها في التعليم وفي أن تلقى الأجر المتساوي للعمل المتساوي مثل الرجل. عرفت خالدة زاهر بالجسارة والمواجهة والمجاهرة بقول الحق في الشأن العام، وظلت صامدة ومتمسكة بمبادئها وقيمها حتى آخر لحظات حياتها.
تقديراً لجهودها، كرمتها جامعة الخرطوم بمنحها درجة الدكتوراه الفخرية في العام 2001 واحتفت بها منظمات العمل المدني عام 2006. كانت ريادتها للطب وولوجها العمل العام السياسي والاجتماعي في سن مبكرة في زمن كانت المرأة فيه حبيسة الجدران وللكبير فيه سطوة لا يستطيع الصغير على تجاوزها، كان عملاً يستحق الإشادة والتبجيل وحق للسودانيين أن يتغنوا حينئذ قائلين:

(يا توبي المظاهر ويا عقد الجواهر- نمشي الاسبتاليا ونزور ناس خالدة زاهر).

Comments

Popular posts from this blog

نباتات السودان السامة

آل الحكيم

طه أحمد بعشر(مؤسس خدمات الطب النفسي في السودان)