مم مات الإمام المهدي؟


كتب نعوم شقير عن وفاة المهدي قائلاً:
"لما كان يوم الأربعاء في 4 رمضان سنة 1302ه أصابت المهدي حمى خبيصة تعرف في السودان "بأب دم" وعند الأطباء بالالتهاب السحائي الشوكي. وفي يوم الجمعة 6 رمضان أمر الخليفة عبدالله فخطب وصلى بالناس الجمعة. ودامت الحمى على المهدي إلى يوم الإثنين 9 رمضان (وفي قمر السودان 8 منه) سنة 1302 ه 22 يونيو سنة 1885 م فأسلم الروح عند الضحى وكان عنده خلفاؤه وأقاربه فامر الخليفة عبد الله أقاربه فجهزوه وحفروا قبره في محل فراشه في منزله ثم صلى عليه إماماً وباقي الخلفاء والناس مؤتمون به ودفن عند الظهر ولم يسمع لدفنه صوت."
ذكر دكتور حسن (أفندي) زكي الذي كان بجوار الإمام المهدي في مرضه الأخير، قال أنه مات بالالتهاب السحائي حينما ضرب وباؤه المنطقة آنذاك. لكن يعتقد سلاطين باشا (Slatin Pasha) أن المهدي مات بالتيفوس. يقول إبراهيم فوزي في مذكراته (1901) إنه "في يوم الخميس الخامس من شهر رمضان اشتدت بالمهدي أعراض الحمى فجيء إليه بأطباء مصريين، فقرروا أن الحمى من التيفوس وأن حالته خطرة، وأنه توفي في يوم الإثنين تاسع رمضان سنة 1302 ه. مات المهدي عن عمر يناهز الواحد والأربعين عاماً تقريباً.
يقول ثيوبولد (Theobold) إن المهدي مات بعد أسبوع من مرض يحتمل أن يكون مرض التيفود.
قول جوزيف أورفالدر (Josef Ohrwalder) (-1912):
"مات المهدي في الثاني والعشرين من يونيه 1885 بسبب انحلال دهني في القلب والبعض يقول إنه كان ضحية انتقام امرأة فقدت زوجها وأطفالها في سقوط الخرطوم وإنها ردت على انتهاك المهدي لحرمتها شخصياً بإعطائه السم في طعامه. قد يكون ذلك صحيحاً. وحقيقة أن السم يستعمل عموماً في السودان لإبعاد الأشخاص عن الطريق." لدحض فرية التسمم هذه، قال نعوم شقير إن أقارب المهدي شدو لحيته قبل دفنه وتيقنوا أنه لم يمت مسموماً. يقول محمد خير البدوي في مقال صحفي:
"راجت إشاعة يوم وفاة المهدي إنه مات مسموماً وامتدت أصابع الاتهام لزوجة الإمام المهدي (آمنة) المصرية [آمنة بت أبوبكر الجركوك] التي قتل عدد من أفراد أسرتها عند سقوط الخرطوم. كادت – لولا تدخل العقلاء- أن تقع يومذاك فتنة يفتك فيها بسائر المصريين في أم درمان. روى لي صديق من وجهاء أم درمان – أطال الله عمره -عن جدته ذات الأصول العراقية أنها رأت الإمام المهدي خلال مرضه يتقيأ دماً مما يدل على حالة تسمم. لكن المرحوم الشيخ بابكر بدري يقر بأن الإمام المهدي مات – حسب رواية طبيبه الخاص حسن زكي – بـ (أم دم) أي ما عرف أيضاً بالالتهاب السحائي أو أبوفرار."

Comments

Popular posts from this blog

آل الحكيم

طه أحمد بعشر(مؤسس خدمات الطب النفسي في السودان)

باتريك دارسي (مؤسس أول كلية صيدلة في السودان)