الناموسية تحمي من العقارب والدبايب أيضاً


روى دكتور أحمد محمد الحسن حكاية طريفة كان بطلها في منطقة دوكا في ولاية القضارف في شرق السودان قبل عقدين ونيف من الزمان وكان حينذاك يؤسس مركزاً لأبحاث مرض اللشمانيا الذي تنقله الذبابة الرملية، توج ذلك الجهد بتأسيس وافتتاح مركز بروفيسور أحمد محمد الحسن لطب أمراض المناطق الحارة في دوكا في ولاية القضارف في 2011. ومنطقة القضارف من أكثر المناطق تأثراً بذلك المرض. قال أكرمني مواطنو المنطقة بأن خصصوا لسكني قطية بها عنقريب وناموسية، لكن لفت نظري أن حواف الناموسية ترتفع من مستوى العنقريب بحوالي القدم أو أكثر، فأبديت استغرابي وسألت من حولي بأن شد هذه الناموسية بهذه الطريقة لا يمنع دخول الذبابة أو أي بعوض آخر. فجاءتني الإجابة مباغتة حي
ن قالوا إن تلك الناموسية لا تحمي من الذباب أو البعوض بل من الدبايب والعقارب التي تسقط من أعلى القطية!

يحتاج الأطباء الذين يعملون في الريف لأن يتعرفوا على الثعابين في المناطق التي يعملون فيها خصوصاً السامة منها وأنواع الأضرار التي تسببها. قد يموت اللديغ قبل أن يصل المستشفى إن كان هناك ثمة مستشفى قريب. وهنا تكمن أهمية أن يعرف الناس أيضاً أنواع الفصائل السامة في مناطقهم وكيف يتقوا شرورها وطرق الإسعافات الأولية التي من شأنها أن تخفف من آثار السم إذا اتبعت بعناية وبالسرعة اللازمة. من لم يمت من لدغات تلك الثعابين ينجو بعاهة مستديمة، فقد تسببت في فقدان عضو من الجسم أو حدوث قرحة مزمنة مكان اللدغة، وقد تشل الجسم أو تتسبب في الصمم أو العمى.





[i] أحمد الصافي. أحمد محمد الحسن، حياته وأعماله. شركة مطابع السودان للعملة. 2008، صفحات 46-48.

Comments

Popular posts from this blog

آل الحكيم

باتريك دارسي (مؤسس أول كلية صيدلة في السودان)

طه أحمد بعشر(مؤسس خدمات الطب النفسي في السودان)