أول علاج لمرض البلهارسيا تقدمه الخرطوم
اكتسبت بعض الوصفات الطبية القديمة شهرة وصارت مضرب المثل، واكتسبت
أخرى هالة سحرية لأن مفعولها كان مؤكداً وأثرها بالتالي أشبه بالسحر. لم يكن سير
صمويل بيكر (Samuel Baker)، المكتشف والرحالة في القرن
التاسع عشر طبيباً لكنه كان عالماً بدخائل النفس الإنسانية وحاجاتها. فقد استخدم
عقار الطرطير المقيئ (tartar emetic) في علاج كل مرض. فكان يتنبأ
بحدوث القيء الذى كان يحدث نتيجة تأثيرات العقار الجانبية المعروفة، فاعتبره القوم
تكهناً إن صدق دل على صحة العملية العلاجية بكاملها. كان نجاح صمويل بيكر في علاج
المرضى عظيماً حتى جرت (شربة) الإنجليزي الملتحي مجرى المثل في السودان آنذاك.
يضاً، استخدم الرحالة الأسكتلندي جيمس بروس وصفة سحرية أخرى من المسهل القوي (brucea dysenterica) لعلاج شيخ فضيل حاكم الفونج وزوجاته. لم يكن صمويل بيكر ولا بروس أطباء.
في أوائل القرن العشرين، طور جون بريان كرستوفرسون وهو يعالج مرض اللشمانيا مستعملاً الطرطير المقيئ، فس الدواء لعلاج البلهارسيا وعالج بنجاح سبعين (70) حالة بلهارسيا في عبر أربعجي في مستشفى الخرطوم الملكي. استعمل كرستوفرسون حقن وريدية من عقار (بوتاسيوم أنتموني تارتريت)، فكان ذلك الكشف أعظم خدمة قدمها السودان للإنسانية بواسطة أحد أطبائه العاملين. نشرت تلك النتائج في مجلة اللانست البريطانية في 7 سبتمبر 1918.
Comments