الانضباط
يتوقع من الأطباء أن يكونوا منضبطين دائماً في أداء واجباتهم وفي التزامهم بالزمن في حضور محاضراتهم وعيادة مرضاهم، وكان ذلك الانضباط مضرب المثل. كان بروفيسو سير ماريوت نكولز (Marriot Nicholls) أستاذ الجراحة في كلية الطب جامعة الخرطوم في ستينيات القرن المنصرم من تلك الفئة المنضبطة. قيل أنه تأخر يوماً بضعة دقائق عن الساعة السابعة صباحاً وهو موعد بداية المحاضرة الأولى الذي لا يتغير في الكلية، فعلق الطالب حداد عمر كروم (بروفيسور لاحقاً) قائلاً ما معناه (الخواجة مات). وكان ذلك بالفعل ما حدث. فقد أصيب العالم الجليل بذبحة قلبية ومات في فجر ذلك اليوم ودفن حسب وصيته في السودان في مقابر المسيحيين في حي المطار في الخرطوم.
شهد كل من عمل مع بروفيسور داؤود
مصطفى أنه كان أول من يحضر لعمله وآخر من يغادر، وكان بذلك أقرب لانضباط بروفيسور
عبد الرحمن النصري حمزة (1928-2010)، أمين مكتبة جامعة الخرطوم الذي كان يوقع في
دفتر الحضور والانصراف يومياً في كل فترة عمله بجامعة الخرطوم التي زادت على نصف
قرن، وضرب بذلك مثلاً للالتزام بالمواعيد وضوابط العمل. لم يكتف داؤود بالالتزام الصارم
بضوابط العمل بل كان يتابع مع نوابه حالة مرضاه عبر الهاتف وهو بعيداً عنهم. فهو
ليس موجوداً في مكان عمله كل الوقت فقط بل مستعداً للاستجابة متى طلبته وهو خارج
المستشفى
Comments