أحمد عبد العزيز يعقوب (مؤسس جراحة الصدر والقلب المفتوح)


الإصرار والمثابرة على تحقيق الهدف الذي وضعه الإنسان لنفسه صفة نادرة. الإصرار فرع من فروع الصبر والاقتناع بقيمة الهدف والمثابرة في الوصول إليه، والاجتهاد لتحقيقه خصلة مهمة من خصال العظماء. الإصرار قيمة تستحق المحاكاة خصوصاً عندما تتعدد المغريات التي تعطي الناس مخارج سهلة وحلول سريعة لتحقيق النجاح. الشخص الذي يصر ويثابر على تحقيق أهدافه النبيلة بالطرق السليمة يستحق أن يقتدى به.
انطلق برنامج عمليات القلب المفتوح وتأسس مختبر قسطرة القلب بفضل وصبر ودأب ومثابرة مستر أحمد عبد العزيز يعقوب. استغرق التحضير لانطلاقة ذلك البرنامج عشرين سنة. فقبل أن يبدأ مستر أحمد عبد العزيز يعقوب عمليات القلب المفتوح على البشر، بدأ بإجراء تلك العمليات على الماعز والشياه في 1976 وكان ذلك بمساعدة البيطري دكتور صلاح أمبابي الذي كان يقوم بالتخدير. سافر مستر أحمد عبد العزيز لبريطانيا وتدرب على أيدي أشهر جراحي القلب في العالم في ستينيات القرن المنصرم، واستضاف في الخرطوم دكتور رتشارد إبمانويل طبيب القلب البريطاني الشهير بطريقة راتبة ليستفيد من خبراته في أمراض وجراحة القلب. أرسل عدة أطباء وممرضات وفنيين لمستشفى هيرفيلد الشهير في جراحة القلب وغيره من المستشفيات في بريطانيا. ابتعث دكتور إبراهيم مصطفى ودكتور محمد سعيد الفيل للتخصص في جراحة القلب والصدر ودكتور صديق إبراهيم خليل للتخصص الدقيق في قسطرة وأمراض القلب، واستقدم دكتور محمد سراج أبشر أحمد ليؤسس معمل قسطرة القلب. أرسل من السسترات حياة باب الله ونعمات محمد مالك ومنى عوض الكريم للتخصص في تمريض مرضى القلب، وأرسل أخريات للسويد للتدرب على مهارات العناية المركزة. أرسل فني الرئة الصناعية حميدان الذي كان يعمل في السلاح الطبي ليتدرب على تقنيات الرئة والقلب الصناعيين في إنجلترا. كان كل ذلك بغرض بناء فريق قوي ومكتمل لتدشين المشروع. أكمل مستر أحمد عبد العزيز بناء مجمع عمليات الشعب في 1964 وزوده بأحدث المعدات وألحق به مجمعاً للعناية المركزة، بدأ العمل بفريق مكون من مستر ميرغني سنهوري وكامل الصادق عمليات القلب المفتوح في الإنسان في 1978،وساعده في ذلك مستر دونالد روس (الذي درب سير مجدي يعقوب وقام بأول عملية زرع قلب في لندن، وكان تلميذ كرستيان برنارد الذي قام بأول عملية زراعة قلب في العالم في جنوب إفريقيا).في 1982، أطلق مستر أحمد عبد العزيز يعقوب ومستر إبراهيم مصطفى ضربة البداية لبرنامج القلب المفتوح في السودان، الذي شارك فيه سير مجدي يعقوب من مستشفى هيرفيلد في إنجلترا بكامل فريقه، وقام بعدد من العمليات مع الفريق السوداني، وتم كل ذلك بنجاح كبير. بالطبع، لم يكن تحقيق ذلك البرنامج على أرض الواقع ممكناً لو لم يشارك في الفريق اختصاصيو التخدير دكتور حسن محمد إبراهيم، ودكتور ليلى عبد الله، ودكتور عبد الرحمن عبد السلام، ودكتور أحمد الصافي ودكتور مأمون حنفي عبيد وبتول إبراهيم إسحاق.


Comments

Popular posts from this blog

آل الحكيم

طه أحمد بعشر(مؤسس خدمات الطب النفسي في السودان)

باتريك دارسي (مؤسس أول كلية صيدلة في السودان)