رحلتي مع الطب الشعبي الصيني


تعرفت على الطب الشعبي الصيني في مظانه، فدرست الوخز بالإبر الصينية في علاج بعض الأمراض وإزالة الألم، والتخدير للجراحة بكلية نانجنق للطب الشعبي في الصين في العام 1982. أثناء إقامتي هناك، مارست أيضاً فنون الدلك والتاي شي (Tai Chi)، وتعرفت أيضاً على التجربة الثقافية الصينية في أغلب جوانبها، فهي تجربة جديرة بالدراسة لأن الزمن أثبت نجاحها لأنها أتاحت الخدمات الصحية والطبية الضرورية لأغلب سكان الصين على كثرتهم خصوصاً في الأرياف بواسطة ما عرف بالأطباء الحفاة، الذين لم يكونوا أطباء ولم يكونوا حفاة، بل شباباً عملوا بين الجماهير بعد أن تدربوا في المستشفيات على الإسعافات الأولية وعلى العلاجات البسيطة وطرق الوقاية والتطعيم وتنظيم الأسرة.
شاركت هناك في التخدير باستعمال الوخز بالإبر لإجراء عمليات قيصرية وإزالة الغدة الدرقية وذلك على سبيل المثال. لا أدري كيف أحدثت تلك الإبر أثرها ولا أحد يعرف على وجه اليقين ذلك حتى اليوم، بل أن الموضوع برمته ما زال موضع جدل في مختلف جامعات ومراكز الأبحاث حول العالم. تتم عملية التخدير (أو العلاج أو إزالة الألم عموماً) بغرز إبرة أو أكثر في نقاط معينة من الجسم وفركها باليد أو بجهاز كهربائي بسيط يعمل بالبطاريات الجافة لمدة عشرين دقيقة في المتوسط. لا يستخدم الوخز في التخدير لكل أنواع العمليات الجراحية، لكن نسبة نجاحه في العمليات المناسبة كانت عالية ونسبة المضاعفات لا تذكر.

Comments

Popular posts from this blog

آل الحكيم

طه أحمد بعشر(مؤسس خدمات الطب النفسي في السودان)

باتريك دارسي (مؤسس أول كلية صيدلة في السودان)